فصل: من هداية الآيات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (9- 12):

{اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)}

.شرح الكلمات:

{اشتروا بآيات الله}: أي باعوا آيات الله وأخذوا بدلها الكفر.
{فصدوا عن سبيله}: أي أعرضوا عن سبيل الله التي هي الإِسلام كما صدوا غيرهم أيضاً.
{ساء}: أي قبح.
{لا يرقبون}: أي لا يراعون.
{إلاَّ}: الإِل: الله، والقرابة والعهد وكلها صالحة هنا.
{فإن تابوا}: أي من الشرك والمحاربة.
{نكثوا}: أي نقضوا وغدروا.
{وطعنوا في دينكم}: أي انتقدوا الإِسلام في عقائده أو عباداته ومعاملاته.
{أئمة الكفر}: أي رؤساء الكفر المتبعين والمقلدين في الشرك والشر والفساد.

.معنى الآيات:

ما زال السياق في الحديث عن المشركين، وبيان ما يلزم اتخاذه حيالهم فأخبر تعالى عنهم بقوله في الآية (9): {اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً} أي باعوا الإِيمان بالكفر فصدوا أنفسهم كما صدوا غيرهم من أتباعهم عن الإِسلام الذي هو منهج حياتهم وطريق سعادتهم وكمالهم. فلذا قال تعالى مُقبحاً سلوكهم {إنهم ساء ما كانوا يعملون} كما أخبر تعالى عنهم بأنهم لا يراعون في أي مؤمن يتمكنون منه الله عز وجل ولا قرابة بينه وبينهم، ولا معاهدة تربطهم مع قومه، فقال تعالى: {لا يرقبون في مؤمن إلاَّ ولا ذمة وأولئك هم المعتدون} ووصفه تعالى إياهم بالاعتداء دال على أنهم لا يحترمون عهوداً ولا يتقون الله تعالى في شيء، وذلك لظلمة نفوسهم من جراء الكفر والعصيان، فلذا على المسلمين قتلهم حيث وجدوهم وأخذهم أسرى وحصارهم وسد الطرق عنهم حتى يلقوا السلاح ويسلموا لله، أو يستسلموا للمؤمنين اللهم إلا أن يتوبوا بالإِيمان والدخول في الإِسلام كما قال تعالى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} وقوله تعالى: {ونفصل الآيات لقوم يعلمون} أي نبين الآيات القرآنية المشتملة على الحجج والبراهين على توحيد الله تعالى وتقرير نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الأحكام الشرعية في الحرب والسلم كما في هذا السياق وقوله: {لقوم يعلمون} لأن الذين لا يعلمون من أهل الجهالات لا ينتفعون بها لظلمة نفوسهم وفساد عقولهم بضلال الشرك والأهواء وقوله تعالى في الآية الرابعة (12): {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم} يريد تعالى أولئك المعاهدين من المشركين إذ هم نكثوا أيمانهم التي أكدوا بها عهودهم فحلوا ما أبرموا ونقضوا ما أحكموا من عهد وميثاق وعابوا الإِسلام وطعنوا فيه فهم إذاً أئمة الكفر ورؤساء الكافرين فقاتلوهم بلا هوادة، ولا تراعوا لهم أيماناً حلفوها لكم فإنهم لا إيمان لهم. قاتلوهم رجاء أن ينتهوا من الكفر والخيانة والغدر فيوحدوا ويسلموا ويصبحوا مثلكم أولياء الله لا أعداءه.

.من هداية الآيات:

1- ذم سلوك الكافرين وتصرفاتهم في الحياة وحسبهم أن باعوا الحق بالباطل، واشتروا الضلالة بالهدى.
2- من كان الاعتداء وصفاً لا لا يُؤمن على شيء، ولا يوثق فيه في شيء، لفساد ملكته النفسية.
3- أخوة الإِسلام تثبت بثلاثة أمور التوحيد وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة.
4- الطعن في الدين ردة وكفر موجب للقتل والقتال.